فينتيك: ثورة في القطاع المالي
SHAMS
11 - 09 - 2017
تحدثنا في مقالنا السابق عن تأثير آلات الذكاء الاصطناعي في حيواتنا الاجتماعية والعملية. أما اليوم، فسنتحدث بتفصيل أكثر عن الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال معين من مجالات عالم الأعمال: "فينتيك" أو التكنولوجيا المالية. جاء مصطلح فينتيك من تركيب كلمتي "التكنولوجيا" و"المالية" في اللغة الإنجليزية ليصف توظيف التكنولوجيا في عملية تقديم الخدمات المالية، وذلك بغرض تقديم الحلول وتبسيط الخدمات المالية المُطوَّلة.
أحدث ظهور التكنولوجيا المالية ثورة في القطاع المصرفي والقطاعات التجارية أدت إلى الحد من نسبة سيطرة المصارف والشركات الكبيرة على الخدمات المالية اليومية البسيطة. أما اليوم، تعد التكنولوجيا المالية جزءًا لا يتجزأ من الخدمات المصرفية. يتمتع عملاء المصارف التي تتبنى التكنولوجيا المالية في نظامها بفرصة الوصول إلى قدر أعلى من مصادرها المالية. ومن أبرز الأمثلة الحية على التكنولوجيا المالية هو المصارف الإلكترونية؛ فبإمكان أي منا اليوم التأكد من رصيده المالي أو تحويل المال إلى حساب مختلف مُسجَّل في مصرف يتواجد في بلد آخر أو تسديد فواتير الكهرباء والمياه أو حتى حجز تذكرة الطيران من خلال تطبيق على هاتفه الخلوي!
سُمِّي الذكاء الاصطناعي بهذا الاسم لأن الآلة أصبحت ذكية بقدر يمكنها فيه التفكير والتصرف على أساس ذلك دون أي تدخل منا. بالطريقة ذاتها، حلت التكنولوجيا المالية محل الإنسان في تأدية المهمات وجمع المعلومات المطلوبة – وهي المهمة التي تتفوق فيها الآلات على الإنسان – وتقديم الخدمات بناءً على هذه المعلومات. من الأمثلة على ذلك، منصة روبو-أدفايزورز، وهي منصة إلكترونية متخصصة في تقديم النصائح للمستثمرين الجدد بالاعتماد على البيانات التي تجمعها من العملاء بواسطة الاستطلاعات والمسوحات. وقد تطورت فيما بعد لتشمل توليها الاستثمار الفعلي لأصول العملاء بتوجيه بسيط أو نهائي من الإنسان! يعود التوجه الكبير نحو روبو-أدفايزورز لأسباب عديدة، أهمها: الفارق الكبير من حيث التكلفة، درجة توافرها، والأهم من ذلك، الكفاءة العالية.
حتى تتسنّى لك فرصة استغلال التكنولوجيا المالية، كل ما تحتاج إليه هو هاتفك الذكي أو حاسوبك الشخصي. فعدد التطبيقات التي يتم تصميمها لتقديم الحلول للأمور المالية اليومية آخذة بالازدياد. بفضل تطبيقات الدفع عن طريق الهاتف الخلوي المتوافرة اليوم، أصبح بإمكاننا قضاء يوم كامل باستخدام هاتفك الذكي فقط!
كما اقتضت العادة، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في استغلال التكنولوجيا المالية لتجاري التغيرات الكبيرة الحاصلة في قطاع الأعمال عبر العالم. شهدت التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة تعاونًا من قبل الجهات الحكومية والمصارف والهيئات المنظمة للخدمات المالية بهدف تسريع العملية وفتح المجال أمام المستثمرين الجدد لدخول السوق. فقد وقعت دولة الإمارات اتفاقية مع دولة أستراليا لتقديم الدعم لشركات التكنولوجيا المالية في الدولتين. وسوف يسمح هذا التحالف بين الدولتين بتبادل الخبرات في هذا المجال، مما يسمح للعديد من الفرص بالنمو والازدهار.