نهضة المناطق الحرة في الإمارات العربية المتحدة
SHAMS
2 - 05 - 2017
منذ ما يقل عن خمسين عامًا، كانت دولة الإمارات عبارة عن مساحة صحراوية اعتمدت على التجارة والصيد واستخراج اللؤلؤ في تنمية اقتصادها. بتحولها لواحة يانعة اليوم، أثبتت دولة الإمارات العربية جدارتها في تمثيل نموذجًا يُحتذى به للتطور والازدهار الاقتصادي في العالم العربي. يستعصي على الناظر إلى دولة الإمارات اليوم تصور السرعة التي حققت فيها الدولة هذا التقدم الذي لعبت فيه نهضة المناطق الحرة، إلى جانب الوفاء والعمل الجاد ورؤية مستقبلية، دورًا مهمًا في إيصال دولة الإمارات إلى مكانها اليوم.
يعود تاريخ المناطق الحرة إلى ما قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما كانت تعد المنطقة محطة استراتيجية للتجارة، حيث كانت قوارب "الداو" ترسوا على خليجها لتفريغ حمولتها قبل أن تنطلق ثانية في رحلتها باتجاهات عديدة. في العام ١٩٨٥، تم تأسيس جافزا (المنطقة الحرة في جبل علي) كأول منطقة حرة في دولة الإمارات بسبب نشوء الحاجة لتنويع الاقتصاد. فمحدودية القطاعات التي شملها الاقتصاد في ذلك الحين بالإضافة إلى ضآلة حجم السكان كانت تدفع الشركات الأجنبية عن اختيار الإمارات كوجهة لإنشاء شركاتهم. لذلك، تم إعفاء الشركات الأجنبية المؤسَّسة ضمن المنطقة الحرة من الضرائب المفروضة على الاستيراد وإعادة التصدير بالإضافة إلى السماح للمستثمرين الأجانب بامتلاك كامل للشركة. ويُعفيك إنشاء مشروع ضمن حدود المناطق الحرة في دولة الإمارات من الرسوم والضرائب المفروضة عادةً على التجارة الأجنبية كما لا يتم فرض أية قيود على تحويل الأرباح لدولة أخرى أو اشتراط الشراكة مع رجل أعمال محلي حتى يتم تأسيس الشركة.
بحلول العام ٢٠٠٠، كانت المناطق الحرة قد انتشرت في جميع إمارات الدولة بضم كل إمارة منطقة حرة واحدة على الأقل. ففي ذلك الحين، بدأ التوجه لمناطق حرة متخصصة في مجالات معينة بالتبلور بعد أن ألهم النجاح الباهر الذي شهدته المناطق الحرة رجال الأعمال من مختلف القطاعات لإطلاق شركاتهم في المناطق الحرة المقتصرة على أنشطة مرتبطة بمجالاتهم. أصبحت صفة التخصصية في صناعة المناطق الحرة دافعًا لرياديي الأعمال لأنه يمنحهم فرصة الانخراط في ساحة تضم جوهريًا معرفة متخصصة. كما أن وجود منطقة حرة متخصصة في مجال معين يمهد الطريق لعالم من الإبداع والابتكار.
أصبحت المناطق الحرة لدولة الإمارات العربية المتحدة جزءًا لا يتجزأ من اقتصادها. ومع فجر ميلاد منطقة حرة جديدة في الإمارات، ستشهد شمس، مدينة الشارقة للإعلام نجاح فيضٍ من المشاريع الابتكارية في المنطقة.