ما الذي يميز روّاد الأعمال عن الأفراد العاديين؟ إنه الإلحاح الذي يشعرون به تجاه الابتكار والعزيمة التي يمتلكونها لاقتناص أي فرصة يجدونها في طريقهم وأهم من هاتين الصفتين هو استعدادهم للمخاطرة. أما ما يبرز الرواد الاجتماعيين عن باقي الرواد هو اهتماهم بالإنسانية والعالم.
تعني الريادة الاجتماعية ببساطة الريادة لأجل المجتمع، أي أن هدف صاحب الشركة الرئيسي من بدء المشروع ولو كان تجاريًا هو لدعم قضية اجتماعية؛ مثل: تحسين ظروف المعيشة لمجتمع ما أو تحقيق العدالة الاجتماعية. يستغل الرواد الاجتماعيون المشاريع التجارية كوسيلة لإحداث تغيير وتطوير اجتماعي.
يوجد نوعان من الريادة الاجتماعية: الربحية وغير الربحية. تعتمد المنظمات غير الربحية على التبرعات للمساعدة في حل قضية معينة أو دعم شريحة معينة من المجتمع. لكن مصطلح الريادة الاجتماعية لا يقتصر على الشركات التي تقوم على خدمة قضية اجتماعية. تتجه بعض الشركات الضخمة والناجحة إلى تخصيص أرباح منتج معين لتمويل فئة معينة من المجتمع بشرط أن يكون المشتري على علم بأنه بشراء المنتج المقصود، هو يساهم في تدريب خريجي الجامعات الجدد على سبيل المثال.
تحديات قد يواجهها الرواد الاجتماعيون
إن أولى النصائح التي دائمًا يقدمها الرواد الاجتماعيون الناجحون هي حول المسؤولية الضخمة التي عليهم تحملها. فما أن يصبح مشروعك قائمًا، أنت لست مسؤولًا فقط عن نفسك بصفتك صاحب المشروع بل أيضًا عن فئة كبيرة من المجتمع التي عليك الاستمرار في تقديم الدعم لها. مسؤولية كهذه تعادل أضعاف المسؤولية التي يتحملها الرياديون عند المغامرة في مشروعاتهم الخاصة.
أحد العوائق الرئيسية الأخرى التي لا بد أن يواجهها الرياديون الاجتماعيون هي التمويل المالي. وبما أن المؤسسات الاجتماعية الربحية قادرة على تمويل نفسها بنفسها وبالتالي عدم توقيف الدعم أو المساعدة، بخلاف المؤسسات غير الربحية التي غالبًا ما تعجز عن مواصلة تمويل مشروعاتها. قد تساهم أمسيات جمع التبرعات في مواجهة هذا العائق، ولكنها ليست حلًا دائمًا. إلى جانب العائق المادي، تعاني أغلب المؤسسات الاجتماعية من فقدان ثقة المجتمع بها في حال كان الهدف من جمع الحصول على الدعم المالي هو غرض مالي للشركة. لذلك، على هذه الشركات مضاعفة جهودها في كسب ثقة المجتمع بها وبأهدافها.
هل للريادة الاجتماعية حضور في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة 19في دراسة عنوانها "الدول الأفضل للرواد الاجتماعيين". أظهرت هذه الدراسة التي أجريت عام 2016أن حضور الريادة الاجتماعية في دولة الإمارات في ازدياد وأن المجتمع مرحب بالرواد الاجتماعيين.
يجدر بنا هنا أن نذكر أن أبرز المواضيع التي يعالجها الرواد الاجتماعيون في الإمارات هي إيجاد مستقبل غير قائم على البترول والطاقة غير المتجددة. وتظهر نتائج هذه الجهود في ازدياد عدد الشركات التي تتبنى استراتيجيات تدخل فيها الطاقة المتجددة كمصدر طاقة رئيس للشركة.