تشتهر دولة الإمارات العربية المتحدة بتطور قطاع الأعمال فيها، ولكن مهما بلغت الدولة من تقدم لا بد أن تضم جانبًا حضاريًا يمثل ثقافتها وتاريخها وتراثها، وهي المكانة التي تشغلها إمارة الشارقة من بين الإمارات الأخرى للدولة. انضمت إمارة الشارقة لاتحاد الإمارات العربية كعضو مؤسس في العام ١٩٧٢.
اكتسبت إمارة الشارقة لقبها كالإمارة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة والعاصمة الثقافية للعالم العربي لسنة ١٩٩٨ بفضل الطابع الحضاري الذي تتسم به إلى جانب الأنشطة والمناسبات العديدة التي تستضيفها الإمارة على مدار العام والتي ترتبط بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية. ويعد معرض الشارقة للكتاب، الذي يقام سنويًا ويمتد طيلة عشرة أيام، من أهم وأشهر المناسبات الثقافية التي تشهدها الإمارة. وتخلد الشارقة ذكرى رسامي الخط العربي الأوائل من خلال حدث ثقافي معروف ترعاه الإمارة كل عامين يسمى "بينالي الشارقة للخط العربي" ضمن مجموعة أخرى من الأنشطة.
وبالرغم من اشتهار الشارقة بكونها دار الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها تساهم بنسبة كبيرة في قطاعي الاقتصاد والاستثمار فيها. حيث بدأت الشارقة تظهر كوجهة لتأسيس الشركات الجديدة مع ازدياد التوقعات بتجاوز الاستثمار الأجنبي المباشر مليار درهم إماراتي في نهاية العام الحالي. واعتمدت الشارقة في ذلك على سياسة استغلال قدراتها الاستثمارية في قطاعات متعددة لتساهم في تنمية اقتصادها من خلال التركيز بشكل أكبر على القطاعات التي تجذب المستثمرين الأجانب للمنطقة. لتحقيق ذلك، تم إطلاق ثلاثة موانئ رئيسية جعلت من الإمارة بوابة تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بالشرق الأوسط والعالم. وبفضل الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به الشارقة حيث تطل على الخليج العربي من الغرب وخليج عمان من الشرق، أصبحت الشارقة المقصد المثالي لاستثمار وتنمية أعمال العديد من الشركات العالمية. وقال الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس شمس، مدينة الشارقة للإعلام في صحيفة البيان: "باتت المناطق الحرة في إمارة الشارقة تشكل نموذجًا يُحتذى به، حيث تتمتع بقدرة كبيرة على جذب الاستثمارات الأجنبية إليها بسبب بنيتها التحتية المتينة وثقة المستثمرين الكبيرة بها."
أضحت إمارة الشارقة أكثر ترحيبًا بمستثمري الأعمال بعد تأسيس عدد من المناطق الصناعية والمناطق الحرة فيها خلال السنوات الأخيرة. ونتيجة لتلك الجهود الحثيثة أصبح بإمكان رياديو العصر تأسيس شركاتهم الخاصة باستثمارهم قدر معقول من رأس المال في واحدة من أحدث المناطق الحرة وأكثرها تقدمًا في إمارة الشارقة؛ شمس، مدينة الشارقة للإعلام. فببزوغ شمس، سوف تشهد الإمارة ارتفاعًا ملحوظًا في استثمارات قطاع الإعلام.