الشارقة تنير المشهد الإعلامي والثقافي
جريدة الخليج - أخبار الإمارات
10 - 09 - 2017
أكد الدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، أن تأسيس المدينة يستهدف استقطاب المواهب ورواد الأعمال، لتصبح مدينة متكاملة يتوافر فيها مختلف احتياجات المشتغلين في عالم الإعلام، بما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات، تنفيذاً لرؤية وفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وقال في حوار مع «الخليج» إن مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، تعتبر تحولاً في مفهوم المناطق الحرة بشكلها القديم المتعارف عليه، لتمثل نموذجاً للمدن الحرة الذكية، التي تقدم خدمات متكاملة، على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع، من خلال أنظمة ذكية، في جميع تعاملاتها الداخلية والخارجية.
وأضاف أن المناطق الحرة تمثل أدوات لخدمة أهداف كل إمارة في الدولة، و«شمس» تتكامل مع المناطق الحرة في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى أن قطاع الإعلام يتغير باستمرار نظراً للتغير التكنولوجي وتغير نمط المستهلكين.
والإعلام اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه قبل عشر سنوات، لذلك فهناك حاجة إلى إيجاد منصة لهذا القطاع المتغير. واليوم، يتوقع رواد الأعمال أن تكون هناك استجابة سريعة لأجهزتهم الذكية، وأن «شمس» تعمل لخدمة هذه الاحتياجات، وفيما يلي الحوار:
* ما هي دوافع تأسيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»؟ وماذا ستفيد اقتصاد الشارقة؟
مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، التي جاء تأسيسها بمرسوم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي امتداد لرؤية سموه في تحقيق اقتصاد مستدام، بحيث تضيف مزيداً من التنوع إلى اقتصاد إمارة الشارقة، وهي بالتالي تشكل قيمة مضافة إلى رصيد الإمارة الهائل والكبير في الإعلام والمعرفة والفكر والثقافة والاستثمار، وهي كذلك مركز عالمي للابتكار، وتتجاوز «شمس» فكرة منطقة حرة إلى ما هو أعمق وأشمل وأكثر ديمومة، بمعنى أنها مدينة متكاملة يتوافر فيها مختلف احتياجات المشتغلين في عالم الإعلام، بما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات، ويحقق المزيد من التفرد والتميز والإبداع والابتكار.
وبناءً عليه، فقد وجدت إمارة الشارقة أن هناك حاجة لتأسيس مدينة تستقطب المواهب ورواد الأعمال، خصوصاً أن للإمارة باعاً طويلة وخبرة كبيرة في عالم الاستثمار والإعلام والثقافة والمعرفة، بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، فجاءت «شمس» لتشكل إضافة نوعية لما هو متوافر في الشارقة، ويتكامل مع بقية الأنشطة والقطاعات في سلسلة مترابطة تنعكس إيجاباً على المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه.
أربع مراحل رئيسية
* هل يمكن الحديث عن عدد المراحل التي ستتم قبل الافتتاح الرسمي؟
يمكن الإشارة إلى أربع مراحل رئيسية ستكون جاهزة قبل عملية الافتتاح الرسمي لمدينة الشارقة للإعلام، فالمرحلة الأولى، هي البدء بعملية الأطر التأسيسية والتنظيمية، ووضع الشروط والضوابط، واعتماد التخطيط التنظيمي والتشريعي للمدينة من جهة، وللشركات والأفراد الذين سيسجلون في المدينة من جهة أخرى.
وعلى الرغم من أن هذه المرحلة تصل إلى عام كامل، فإننا تمكنّا من إنهائها في غضون ثلاثة أشهر فقط، وانتقلنا إلى المرحلة الثانية، وهي فتح باب التسجيل أمام الجهات الراغبة في أن تكون جزءاً من بنية المدينة وأنشطتها المتنوعة.
أما المرحلة الثالثة فستبدأ مع بدء أعمال الإنشاءات في المدينة، والتي ستقع على طريق الذيد، في حين تنطلق المرحلة الرابعة والأخيرة مع بدء العمليات داخل المدينة والتي تضم عدة مراحل بحد ذاتها.
نموذج للمدن الحرة الذكية
* هل لكم أن تحدثونا عن أهم مميزات المدينة، وماذا يتوقع أن تضم؟
ستشكل مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، تحولاً في مفهوم المناطق الحرة بشكلها القديم المتعارف عليه، لتمثل نموذجاً للمدن الحرة الذكية، التي تقدم خدمات متكاملة، على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع، من خلال أنظمة ذكية، في جميع تعاملاتها الداخلية والخارجية، للتسهيل على المتعاملين من الأفراد والمؤسسات.
كما تعتمد على مفاهيم جديدة في العمل، من حيث السرعة، والأداء، والتعامل، بحيث تتجاوز كونها منطقة حرة، لتصبح مدينة متكاملة، تستقطب الإعلاميين الموهوبين، والشركات الإعلامية، والمؤسسات العاملة في جميع المجالات المرتبطة بالعمل الإعلامي، وتستند في علاقتها مع هذه الجهات إلى مبدأ الشراكة والتفاعل لتحقيق التميز والنجاح.
وتأخذ «شمس» على عاتقها ضرورة الاعتماد على تقديم خدمات مميزة، تفوق نظيرتها المقدمة في بقية المناطق الحرة، بحكم تطبيقها لأعلى معايير الإدارة الحديثة والهيكلة التنظيمية الناجحة، والتزامها تطوير علاقة قوية مع المتعاملين، الذين توفر لهم بيئة خصبة تساعدهم على تحقيق أهدافهم، وفي الوقت نفسه توفر لهم مقومات الابتكار التي تمكنهم من الارتقاء بخدماتهم وزيادة قدراتها التنافسية، فهي ستقدم خدمات ذكية ابتكارية، إلى جانب اعتمادها على نهج شامل يركز على خدمة المجتمع.
تنمية واحتضان المواهب
* ما الذي يميز «شمس» عن بقية المناطق الحرة؟
بداية، فإن مدينة الشارقة للإعلام، التي استمدت اسمها «شمس»، من معنى الشارقة باللغة العربية، أي الشمس المشرقة، هي أكثر وأوسع وأعمق وأشمل من منطقة حرة، ووفقاً للمرسوم الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة فإنها تهدف إلى تنمية واحتضان المواهب والقوى البشرية العاملة في المجال الإعلامي والإبداعي، وتحقيق الريادة الإقليمية في مجال التعليم والتدريب الإعلامي والإبداعي، ودعم وتطوير المحتوى الإعلامي والإبداعي عالي الجودة، وتوفير بيئة ملائمة للإعلام والإبداع، عن طريق إيجاد مدينة جاذبة ومستدامة ذات بنية تحتية وخدمات بمستوى عالمي وبتكاليف معقولة، وتمكين الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والرياديين من الانخراط في القطاعات الإعلامية الإبداعية، وتعزيز سمعة الإمارة في المجالات الإبداعية والإعلامية، من خلال إبراز المحتوى المحلي إقليمياً وعالمياً.
و«شمس» ستشكل قيمة مضافة، لأنها لا تريد أن تكون مجرد رقم جديد لأعداد المناطق الحرة الموجودة في دولة الإمارات، بل تسعى إلى أن تكون إضافة نوعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن وجود مناطق حرة في الدولة خصوصاً، وفي أي مكان في العالم عموماً، يعتبر أحد المؤشرات الحيوية للاستثمار والجذب الاقتصادي، فهو عموماً علامة إيجابية، لكننا لن نكون مجرد رقم، بل سنكون أحد أهم العناوين في عالم الإعلام والمناطق الحرة والاستثمار عموماً، بالإضافة إلى تميز المدينة بتقديم خدمات مميزة، تفوق نظيرتها المقدمة في بقية المناطق الحرة، بحكم تطبيقها لأعلى معايير الإدارة الحديثة والهيكلة التنظيمية الناجحة، والتزامها تطوير علاقة قوية مع المتعاملين، الذين توفر لهم بيئة خصبة تساعدهم على تحقيق أهدافهم، وفي الوقت نفسه توفر لهم مقومات الابتكار التي تمكنهم من الارتقاء بخدماتهم وزيادة قدراتها التنافسية.
مختلف بلدان العالم
* من هي الفئات التي تستهدفها «شمس»، كي تنضم إلى المنطقة الحرة؟
وفقاً للمرسوم الأميري الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة، فإن مدينة الشارقة للإعلام، تستهدف كل المشتغلين في عالم الإعلام من مختلف بلدان العالم، فهي كمنطقة حرة ذات طابع وسمة ابتكارية، حيث توفر لهم مختلف التسهيلات واللوائح القانونية الحيوية والمرنة والخدمات العامة واللوجستية لكل من يريد الاستثمار في هذه المدينة المتكاملة، التي يتوافر فيها مستوى عالٍ من الابتكار في إمارة تمثل بيئة آمنة وتقدمية لتأسيس الشركات، حيث تقدم للمستثمرين مزايا كثيرة من ضمنها عدم دفع ضرائب على الشركات، بالإضافة إلى إعفاء من الرسوم الاعتيادية المفروضة على الاستيراد والتصدير.
حيوية البيئة الاستثمارية
* ألا تعتقدون أن ارتفاع أعداد المناطق الحرة بالدولة سيولد تخمة في أعداد هذه المناطق؟
المناطق الحرة تمثل أدوات لخدمة أهداف كل إمارة في الدولة، و«شمس» تتكامل مع المناطق الحرة في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى أن قطاع الإعلام يتغير باستمرار نظراً للتغير التكنولوجي وتغير نمط المستهلكين.
والإعلام اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه قبل عشر سنوات، لذلك فهناك حاجة إلى إيجاد منصة لهذا القطاع المتغير. واليوم، يتوقع رواد الأعمال أن تكون هناك استجابة سريعة لأجهزتهم الذكية، وأن «شمس» تعمل لخدمة هذه الاحتياجات.
في الحقيقة، نعتقد أن وجود مناطق حرة في الدولة، مؤشر مهم على حيوية البيئة الاستثمارية ومقدرتها على جذب استثمارات من مختلف بلدان العالم، فالمستثمر يبحث دوماً عن بيئات آمنة وجاذبة وتسهيلات وخدمات عديدة، ومثل هذه البيئة متوافرة في الإمارات بشكل عام وفي إمارة الشارقة بشكل خاص، وبالتالي ليس هناك تخمة في أعداد المناطق الحرة، فكل منطقة لها خصوصيتها ومميزاتها.
ولا ننسى أن المناطق الحرة في إمارة الشارقة، باتت تشكل نموذجاً يحتذى به، نظراً لما تتمتع به من قدرات كبيرة على جذب الاستثمارات الأجنبية إليها، بسبب بنيتها التحتية المتينة وثقة المستثمرين الكبيرة بها.
نقطة تحول كبرى
أكد د. خالد عمر المدفع أن مدينة الشارقة للإعلام لن تكون منطقة حرة عادية، بل مميزة ومبتكرة في كل ما تقدمه وتوفره من خدمات وأعمال ومبادرات ولوائح، وستكون نقطة تحول كبرى في مفهوم المدن الحرة بشكلها التقليدي، وتمثل نموذجاً للمدن الحرة الذكية الابتكارية ذات الخدمات المتكاملة والشاملة، التي تعمل على تشجيع المواهب والكوادر في مجال ريادة الأعمال، وفتح الأبواب أمام الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبرى في عالم الإعلام وما يرتبط به.
فعندما صدر المرسوم الأميري لتأسيس «شمس» كانت رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة واضحة وثاقبة كما هي دوماً، من أجل تقديم ما هو مختلف وجديد ونوعي ومميز في عالم الإعلام والاستثمار بما يؤكد مكانة وتجربة وغنى الشارقة في هذا الشأن.
تمويل من حكومة الشارقة
في ردّه على سؤال عن كيفية تمويل «شمس» باعتبارها مشروعاً كبيراً في الفكرة والتطبيق والتنفيذ، قال د. خالد عمر المدفع: في الحقيقة، ليس سراً القول إن حكومة الشارقة ستكون الحاضر الأكبر والممول الرئيسي كمرحلة أولى، وفي مراحل لاحقة وفقاً للخطة الاستراتيجية والدراسات والأبحاث، والمسوحات الميدانية والعملية التي تم إجراؤها، ستبدأ عملية استقطاب وجذب الاستثمارات الخارجية، للمساهمة في بناء بعض المرافق في المدينة.
كما أننا نتواصل مع المصارف الوطنية خصوصاً، من أجل البحث والنقاش فيما يتعلق بالتمويل والشراكات، ودورها في تلك العملية.